2007/02/08

ذهب الزمان: نبتدي منين الحكاية




إلى رات...
هي اليوم من أعز الصديقات وأقربهن إلى ملامسة قاع الروح.. كان يمكن أن تكون ابنتي لو أنني لم أقرر، منذ الصغر، عدم الإنجاب لأسباب لم أعد أذكر تفاصيلها، ولست نادمة.. لكن لو أنني أنجبت بنتا لتمنيت أن تكون هي.. أحيانا يخطر في بالي أن أتصل بأمها لأشكرها على إيصالها للحياة بدلا مني !!!

لطالما سئلت عن الأمومة وعن الغريزة المسماة باسمها، وفي كل مرة، لم تكن الإجابة الصائبة تحضرني، فتكون تارة على شكل عبارة فلسفية من نوع: "لماذا الإنجاب في عالم كلة شقاء"، وتارة أخرى قفشة ساخرة من فئة: "لا أريد تكرار الخطأ الذي ترونه أمامكم"... وأحيانا كنت ألجأ للإجابة المعرّية الشهيرة، نسبة للملقب بـ "رهين المحبسين" أبي العلاء، فيلسوف المعرّة الذي طبقت شهرته الآفاق، والذي كان غيّر رأيه في الحياة لو أنه تذوّق حلوى "الشعيبيات" في المقهى الحقير ببلدة المعرّة، على طريق دمشق/ حلب... أبو العلاء المعرّي كان قد قرر قبل قرون من الزمن أن "هذا ما جناه عليّ أبي ولن أجْنِهِ على أحد!!!"

إذن، رفضتُ الذرية "القنبلة" (!) وكنت ـ ولا أزال ـ أعتقد أن مولد طفلة هو عبارة عن قنبلة موقوتة لا تعرف الأم متى يمكن أن تنفجر في وجهها... ومشيت في طريقي إلى أن التقيتها، قبل سنوات... تصغرني بعقدين من الزمن... لم أكن قد خرجت من مراهقتي وإن كنت قد تجاوزت الأربعين بقليل، ولم تكن قد غادرت طفولتها وإن تخطت العشرين بقليل.

لا يخيّل إليّ أني كنت مثلها في عمرها، الواقع أني كنت أشد خجلا في الظاهر، لكن تمردي لم يكن يقل عن تمرّدها... الآن وبعد تفكير، أظن أنها كانت النسخة "البوزيتيف" من "النجاتيف" الذي كنته. أحببت طيشها لكن تملكني الذعر من هشاشتها، فإذا بي أخاف عليها كما لو كانت تخصني، كنت أخشى عليها من الخدش والعطب، والناس من حولها ذئاب...

هل هذا هو حس الأمومة يا ترى؟ ربما... فتحت باب المحبة أمامها وانتظرت أن تدخل برغبتها... تركته مفتوحا، تخرج متى تشاء وتدخل متى تشاء، لاتفعل شيئا إلا برغبة صادقة، ما من ضرورة للمكاشفة بالأسرار، للعطاء، للأخذ، للتبادل، الحرية المطلقة في التعامل، ما من واجبات سوى صفاء المشاعر و نقاء السريرة...

ما بيننا ليس صداقة، فالصداقة كلمة فضفاضة تتسع لأشياء كثيرة لا تشبه ما بيني وبينها، وما بيننا ليس أمومة ولا بنوة، فلا أمها ولا أمي تعاملتا معنا بهذا الشكل...
أكثر ما أحبه في علاقتنا، لحظة تطلب مني أن أروي لها حكاية ذهب الزمان"... تماما كما يطالب الأطفال أهلهم بحكاية السندريلا أو الأميرة النائمة أو الشاطر حسن... أظن أن عينيها ستلتمعان ببريق التأثر بانتظار سماع الحكاية مجددا... الحكاية من اختراعي تأليفا وتلحينا، ولو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية...؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(يتبع بالتأكيد...)

10 comments:

i love you said...

هنيئا
لها
بك
و
هنيئا
لك
بها

Diala said...

لا يسعنا أمام أرقى العلاقات الإنسانية إلا أن ننحني تقديرا و إحتراما

هي said...

نارنجتي

كلماتك في المدونة لها طعم آخر
شو بتقولي انت؟؟
Aux Larmes??
Eh Ben: Aux Larmes
نبتديها كما العادة: من البداية
قبلاتي

IronMask said...

نارنجة،
بعدما قرأت ماكتبتي نظرت طويلا إلى الصورة التي تجمعك برات حتى ترأى لي وجها اعرفه، لوكنتي انتي فعلا من اتخيل ، فأنت لست مجرد ام وصديقة لرات، انتي ام وصديقة لملايين الناس ولجيل كامل من الشباب

دمتي سالمة لرات ولنا جميعاً

linalone said...

Roubba akhin laka lam talidho oumouk. Je ne sais pas si ce proverbe est d'occasion. C'est reconfortant de trouver que de telles relations existent encore. Excusez moi mais je n'ai pas de clavier arabe pour le moment.

linalone said...

Rat, j'ai eu plus que les larmes aux yeux en lisant les quelques lignes que tu as ecris sur moi dans l'un des postes de ton blog " Fourmis". J'en garde quelques uns avec les commentaires. J'essaie de les localiser parmi les milliers des fichiers sur mon ordinateur. JE ne les oublierai jamais.

هي said...

لينالون
ربما هو خطأ مطبعي
لقد تركت تعليقين هنا و الارجح انو التعليق الثاني كان يجب ان يكون في مدونتي
لكن بما انني اعتبر ان البيت بيتي
سأجيب هنا
انا يا صغيرتي لا اذكر ماذا كتبت
لكنني اذكر جيدا كم صعقت امام اوجاعك
انت اليوم افضل بكثير و هذا الاهم
انتبهي لنفسك يا صغيرتي

-_- said...

متابع

Narinja said...

سيجارا، ديالا.. هنيئا لنا جميعا بكما
رات ولينالون.. فعلا البيت بيتكما وأهلا وسهلا دايما
أيرونماسك
يا للنظرة الثاقبة خلف القناع الحديدي، بس معلش بلا فضايح!!! على كل حال ألف شكر

Narinja said...

شارم، أهلا، عودة لحكايات ذهب الزمان بعد موجة الغالنتاين كل عيد حب وانتم حبّيبة